بسم الله الرحمن الرحيم
عين الإنسان مبتشوفش فى الضلمة علشان مفيهاش Tapetum lucidum!!
و بما إن احتمالية إنك متعرفش يعنى إيه Tapetum lucidumm كبيرة، فأحب أقول لك إن دا عبارة عن حاجة
زي المراية بتكون ورا شبكية العين (Retina) فى حيوانات كتيرزي القطط و الكلاب على سبيل المثال،
و دا اللى بيخلى عين القطة تلمع فى الضلمة!
لما الضوء بيجى على البتاع اللى أنا مش هكتب اسمه تالت دا (حتى ولو بكمية بسيطة جدا)، بيبدأ يعكسه فى
مجال رؤية العين؛ و بالتالي تقدر العين تشوف فى الضلمة إلى حد ما... على الأقل تشوف حاجات انت مبتشوفهاش بعينك اللى من غير Tapetum lucidum طبعا دا بالإضافة لإن فتحة القزحية فى عين الحيوان (أو الـAperture)
أكبر من فتحة قزحيتك، و عدسة عين الحيوان أقوى من عدسة عينك، كمان شبكية العين فى
أغلب الحيوانات فيها Rods (أو عِصِيّ) أكتر من عينك؛ و بالتالي بتستقبل كميات ضوء أكبر من عينك؛
و بتقدر تشوف فى ظروف إضاءة كتير انت بتعتبرها "ضلمة"
ما علينا من الكلام داللى فات دا كله... المهم بس إنى كنت عاوز أقول لك إنك مبتشوفش فى الضلمة، و أكيد دى
مش معلومة جديدة بالنسبة لك، و أكيد انت عرفت الحقيقة دى فى مرحلة ما من حياتك و تأقلمت عليها!
لكن من زمان و بعض الناس ميقدروش يتقبلوا حقيقة زي دى بسهولة، و دا غالبا بيرجع لطبيعة عملهم اللى إما
فى الضلمة أو إما إنهم بيتعاملوا مع الحيوانات اللى بتشوف فى الضلمة دى أو لأي سبب كان... المهم إن الإنسان
منذ قديم الأزل و هو نفسه يشوف فى الضلمة؛ و المشكلة دى اتحلت جزئيا باكتشاف طرق الإضاءة
زي النار و اللمبة و غيرهم...
الموضوع دا على الرغم إنه حل مشاكل كتير و خلانا نقدر نشوف بالليل، لكن لسة برضو بعض الأعمال
بتحتاج إنك تمشى فى الضلمة و تشوف فيها، زي الأعمال العسكرية و صيانة الأنفاق و غيرها؛
و من هنا طلعت تكنولوجيا الرؤية الليلية (أو Night Vision)...
أولا: تكنولوجيا تقوية الصورة (Image intensification):
الموضوع دا بيعتمد على استقبال عدد قليل جدا من الفوتونات و مضاعفته فى جهاز مفرغ من الهواء،
و بعد كدة عرض الفوتونات اللى اتضاعفت دى على إنها الصورة اللى قدامك؛ لذلك كان استخدامه منتشر
جدا فى المجالات العسكرية (الكاميرا اللى بتعرض صورة خضراء اللى بتشوفها فى الأفلام و الألعاب الحربية )
ميزة الموضوع دا هو إنك ممكن تسجل اللى انت بتشوفه دا فيديو و تحفظه فى ذاكرة الكاميرا اللى بتستخدما،
لكن عيبه هو إن لازم يكون عندك قدر من الفوتونات (الضوء) ولو بسيط جدا علشان الجهاز يضاعفه؛ و بالتالي
لو انت فى مكان خالي تاما من الضوء زي نفق مقفول مثلا هتشوف ضلمة خضراء
دا خلى الناس اللى عاوزين يشوفوا فى الضلمة ماييأسوش، و يحاولوا فى تقنية تانية لغاية ما عملوا حاجة
تقدر فعلا تشوف فى الضلمة (Active Illumination)
الموضوع هنا أسهل شوية من التقنية اللى فوق، و بتعتمد على نوع معين من مستشعرات الكاميرات اسمها CD
المهم يا سيدى إن المستشعرات دى اكتشفوا إنها ممكن معالجتها بحيث تشوف الأشعة تحت الحمراء
(أو Infra-Red waves) و دى فى العادة انت مبتشوفهاش؛ و قالوا ممكن كمان نحط معاها لمبة
تطلع أشعة تحت حمراء بحيث تعكس الأشعة دى على أي جسم تقابله و تشوفه من غير مشكلة!!
التكنولوجيا دى منتشرة جدا جدا فى كاميرات المراقبة المنزلية، و لو عندك كاميرا مراقبة غالبا هتلاقيها بتشوف
أبيض و أسود فى الضلمة... هو دا بقى يا سيدى الـActive Illumination!
عيبها برضو هو إنها بتديك صور أبيض و أسود غالبا، كمان الكائنات الحية بتطلع حرارة فى صورة أشعة تحت حمراء
برضو؛ و بالتالي لو بتدور على شخص معين بالكاميرا دى ممكن متعرفش تشوف تفاصيل وشه كويس،
كمان مشكلتها إن الأشعة تحت الحمراء دى بتتشاف بالنضارات العسكرية اللى من النوع اللى فات؛ و بالتالي
لو استخدمتها فى المجالات العسكرية تبقى بتسلَِم العساكر بتوعك تسليم أهالي
جم بعد كدة ناس و قالوا إحنا ممكن نستفيد من موضوع إشعاع الأجسام للحرارة دا و نعمل كاميرا تشوف الإشعاع
الحراري دا من غير ما تطلع أشعة ولا حاجة، و دا هيمكننا من إننا نشوف أحسن و من غير اللمبات اللى بتتكشف
و تفضحنا و طلعت حاجة اسمها Thermal Imaging (أو التصوير الحراري)
فكرة التصوير الحراري دا هو إن مستشعر الكاميرا بيستقبل مجال كبير من الأطوال الموجية و الترددات
للأشعة تحت الحمراء و بيعرض كل طول موجي بلون مختلف
و بما إن درجة حرارة الأجسام مش واحدة، إذن الإشعاع الحراري ليها بيختلف بشكل كبير؛ و دا بيسمح للكاميرات
دى إنها تكتشف الفروق دى و تكون منها صور
الموضوع دا هو المنتشر دلوقتى فى مجالات كتير جدا، أهمها تصليح أعطال الكهرباء و الغاز و الحاجات
دى لما بتكون خطوط التوصيل ماشية فى أنفاق أو أماكن ضلمة أو مدفونة تحت الأرض
ميزة